تاريخ و حركة الأجرام السماوية
تاريخ الأجرام السماوية
منذ الأزمنة القديمة لاحظ البشر أن بعض «النجوم» تتحرك في السماء بالنسبة للمجموعات النجمية الثابتة منها والتي لا يغير مواقعها، وقد أطلق على تلك «النجوم» المتحركة اسم «الكواكب السيارة» نسبة إلى سيرها، أما النجوم التي تبقى ثابتة فقد سماها «الكواكب الثابتة». ولاحقاً أدرك الفيلسوف الإيطالي جوردانو برونو عام 1584 أن الكواكب الثابتة أو النجوم ليست سوى شموسا أخرى، أي أنها أجرام سماوية تنتمي إلى نفس النوع، مما كان له أثر كبير في تطوير معرفة الإنسان بالنجوم المجهولة.
ولاحقاً بدأت أولى نماذج مركزية الشمس الكونية الناضجة بالظهور مع مجيء نيكولاس كوبرنيكوس وغاليليو غاليلي، فبدأ الفلكيون بفهم طبيعة أجرام النظام الشمسي. ثم مع اختراع غاليليو لأول تلسكوب في التاريخ بدأت مدارك الفلكيين بالتوسع شيئاً فشيئاًً حول الطبيعة الفيزيائية لأجرام النظام الشمسي، فقد كشف هذا التلسكوب أن القمر يَملك تضاريسا سطحية شبيهة بتلك التي تملكها الأرض وأن المشتري يَملك أقماراً حوله مثل الأرض وأن زحل يَملك حلقات متميزة حوله، كما اكتشف كوكبا أورانوس ونبتون ثم بلوتو به أثناء القرون الثلاثة التي تبعت اختراعه. ومع إرسال المسابير الفضائية إلى القمر والكواكب المُختلفة أدرك البشر إلى حد كبير طبيعة أجرام النظام الشمسي وخصائصها الفيزيائية وطبيعتها الجيولوجية، أما السدم والمجرات فما زالت أسيرة التلسكوب الذي استطاع تزويد الفلكيين بالعديد من الحقائق عنها.
حركة الأجرام السماوية
يميني الحركة هو تمييز لحركة جرم سماوي في المجموعة الشمسية، وتكون الحركة الحقيقية في المدار يمينيه، حينما تبدو في عكس عقارب الساعة بالنسبة لمشاهد يطل عليها من قطب البروج، في الحالة الأخرى تسمى الحركة تراجعية، تتحرك كل الكواكب، وأغلب الأقمار وأغلب المذنبات قصيره الدورة في حركة يمينية، بينما تحدث الحركة التراجعية في قليل من الأقمار والمذنبات قصيرة الدورة وفي المدارات الموزعة بغير انتظام للمذنبات طويلة الدورة وكذلك في حالة النيازك، وتكون الحركة الظاهرية للكواكب يمينية عندما تحدث من الغرب إلى الشرق، وعلى العكس من ذلك فهي تراجعية إذا كانت من الشرق إلى الغرب
لا تتحرك النجوم في الكرة السماوية، فهي ثابتة. وبذلك يمكن اعتبار النجوم ثابتة بغض النظر عن حركة الأرض. (ملاحظة: الحقيقة أن بعض النجوم تتحرك في الكرة السماوية، وندعو ذلك بالحركة الصحيحة للنجوم ، عادة ما تكون الحركة الصحيحة لنجم ما طفيفة ولا يمكن اكتشافها إلا في حال راقبنا النجم لعقود). ومع ذلك، هنالك استثناء هام، فالشمس نجم أيضًا، إلا أنها تتحرك في الكرة السماوية، ويعود ذلك لدوران الأرض حولها، إذ تتحرك الشمس من الغرب نحو الشرق وتكمل دورة كاملة لها خلال عام، والمسار الذي تسلكه الشمس في الكرة السماوية يدعى مسار الشمس والكوكبات الاثني عشر التي تمر بها الشمس تدعى دائرة البروج الفلكية. (ملاحظة: يمر المسار الشمسي أيضًا ببرج حواء ولكن نظرًا لأسباب تاريخية لا يدخل في دائرة البروج الفلكية). وتلك هي أصل الأبراج الفلكية في علم التنجيم، وخلافًا للاعتقاد الشائع، لا تتساوى الأزمنة التي تقضيها الشمس في كل كوكبة من المسار الشمسي.
Comments
Post a Comment